كتب : محمد عبد الله الجعفرى
رغم أن الجيش التركي يتمتع بسمعة طيبة بأنه ضمن أقوى الجيوش في العالم، والأقوى في منطقة الشرق الأوسط، وثاني أهم قوى في حلف الناتو، إلا أن محاولة الانقلاب الأخيرة، وما تلاها من تصفية العديد من الكوادر، أثرت بشكل كبير على قدرات الجيش، وأثبتت أنه ليس في هذه المكانة التي يحظى بها عالميًا.
الانقلاب على الجيش..
وأثبتت الأحداث الأخيرة أن الجيش التركي، تعمه الفوضى الشديدة وعدم التماسك، والتشتت بسبب السياسة، على عكس الصورة المرسومة بأنه جيش موحد تحت لواء واحد وهدف واحد.
– عمود تركيا الحديث يتحطم
في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تحت عنوان ” جيش في فوضى.. عمود تركيا الحديثة يتحطم”، أوضحت الصحيفة أن الفصائل المتمردة التي حاولت الإطاحة بالحكومة التركية، كشفت عن حقيقة مرة، وهي أن الجيش التركي ليس متماسكا كما هو متوقع.
وبينت الصحيفة أن الجيش التركي الذي كان يخدم كقوة موحدة، أصبح الآن منقسما بشدة، ومتضائل وفاقد للمصداقية، موضحة أن ما يقرب من نصف الجنرالات الكبار والأدميرالات في الجيش، إما سجنوا أو تمت الإطاحة بهم، في الوقت الذي يواجه آلاف الجنود تهما أخرى.
يأتي هذا في الوقت الذي تم إعفاء أكثر من 1500 ضابط و10 آلاف جندي، بشكل مهين من أعمالهم بعد اجتماع للمجلس العسكري في أنقرة، الخميس الماضي.
– قدرات الجيش التركي
قبل محاولة الانقلاب، كان يتصدر الجيش التركي الكثير من التصنيفات العسكرية الدولية، فهو الثامن على مؤشر “جلوبال فاير باور” للتصنيفات العسكرية.
وبحسب هذا الموقع، فإن القوات النظامية في الجيش التركي تبلغ 410500، كما تبلغ قوات الاحتياط الفاعلة 185 ألفا.
ويمتلك الجيش التركي، 3778 دبابة، و7550 مدرعة قتالية، إضافة إلى 697 مدفعا متحركا، و811 منظومة صواريخ.
وفي نفس السياق، يمتلك الجيش التركي أكثر من ألف طائرة، منهم 207 مقاتلات و207 مقاتلات هجومية، و439 طائرة نقل جنود، و276 طائرة تدريب و445 مروحية، و64 مروحية هجومية.
ويبلغ عدد القطع البحرية لدى الجيش التركي 194 قطعة، منها 16 فرقاطة و8 طرادات و13 غواصة.
، في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز”، “مع تحطم الجيش الذي يعد الدعامة الرئيسية، فإن الدولة التركية غير قادرة على معالجة المجتمع المنقسم أو التصدي لأي تهديدات إرهابية”.
وتابع الباحث بالقول أن ما يحدث في تركيا، بمثابة صفعة قوية، ليست فقط للدولة وإنما لحلف الناتو، فالجيش التركي هو حلف رئيسي في مكافحة الإرهاب وقصف داعش والسيطرة على أزمة اللاجئين.
ومع اهتمام أردوغان بالشرطة وجعلها ذراعا آخر في مواجهة الجيش، فإن الجيش التركي بات يفقد مصداقيته في البلاد، ومن الصعب أن يرجع إلى طبيعته الموحدة من جديد، في ظل سياسة الاستقطاب المتبعة داخل تركيا.
انقسام الجيش بمثابة صفعة نفسية، لاسيما أن الجميع كان يعتبر الجيش رمزا للهوية التركية.
– اعتقال قادة الجيش
خلال الأيام التالية للانقلاب، اعتقلت الشرطة التركية، قائد الجيش الثاني، ثم قائد الجيش الثالث، والمستشار العسكري لأردوغان، وقائد القوات الجوية، والعشرات من القيادات الأخرى، ومع رغبة أردوغان تصعيد قيادة جديدة تكون موالية له، فإن الجيش التركي ربما يفقد كفاءات كبيرة لن يستطيع تعويضها بسهولة.
ونتيجة لهذه السياسات، تقدم اثنان من كبار القادة العسكريين باستقالتهما، وهما رئيس أركان القوات البرية الجنرال احسان آويار، ورئيس قيادة التدريب الجنرال كامل باشأوغلو